الأسلحة المحرمة دوليا
القنابل العنقودية:
قنبلة عنقودية-انشطارية وهي تحرر قنيبلاتها
عبارة عن قنابل كبيرة تسقط من الجو، تتكون الواحدة منها من دانة كبيرة تحتوي على عدد كبير من القنابل الصغيرة (قنيبلات Bomblets)، وبعد إسقاطها جوا يتم تفجير القذيفة الكبيرة على ارتفاع معين محدد سلفا؛ لتسقط منها القنيبلات الأصغر فتغطي مساحة كبيرة.
وقد تكون هذه القنبيلات مضادة للأفراد، مضادة للدروع، ثنائية الهدف، حارقة، والبعض منها ينتشر على مساحة واسعة من الأرض دون انفجار، وتشبه في ذلك اللغم الأرضي الذي لا ينفجر إلا تحت ضغط.
فعلى سبيل المثال، بعض القنيبلات بعد خروجها من الدانة، تحتوى على ذخائر مضادة للدروع، ومزودة بمجسات أشعة تحت حمراء، تبحث عن أي مصدر للحرارة وهي في طريقها للأرض بعد إسقاطها، وإذا لم يكن هناك هدف مدرع في منطقة سقوطها، فإنها تنفجر بعض مرور فترة زمنية محددة، مسببة خسائر فادحة في الأفراد والمركبات والمنشآت.
هذا النوع من القنابل مثير جدا للجدل؛ حيث تلاحقه جماعات حقوق الإنسان والأجهزة الدولية المسؤولة عن رقابة الأسلحة واستخدامها، وتسعى لحظر استخدامه وتصنيعه؛ لطبيعته الإجرامية، وآثاره الممتدة. بينما تنظر إليه الدوائر العسكرية كسلاح ذي فاعلية عالية، قادر على منع الأفراد ومركبات العدو من الاقتراب من مناطق معينة كالخطوط الحدودية، وحول المعسكرات والتجمعات والمنشآت عالية الحساسية والسرية.
اليورانيوم المستنفد:
وهي قذائف ذات رؤوس تحتوي على اليورانيوم المستنفد، تطلقها مثلا الرشاشات A-10 من المدرعات. واليورانيوم المستنفد هو المادة المتخلفة من عمليات تخصيب اليورانيوم الطبيعي المستعمل في تصنيع الأسلحة النووية أو المفاعلات النووية، وهو ثقيل جدا؛ فهو أثقل من الرصاص بحوالي 1.7 مرة؛ لذا فهو يحوز تقدير العسكريين كسلاح فعال قادر على اختراق الدروع.
وعند انفجاره يخرج منه غبار مُشع وسام كيماويا، ذو أضرار بالغة الخطورة على البشر والبيئة بشكل خاص، وهناك اعتقاد لدى العسكريين الذين شاركوا في حرب الخليج الثانية وحرب البلقان في كوسوفو أنه تسبب وجلب الكثير من الأمراض الخطيرة مثل السرطان، وأثّر في النواحي الفسيولوجية لديهم، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية والقدرة الجنسية، وكذلك على مواليد هؤلاء المحاربين.
أسلحة الوقود والهواء fuel-air bombs
قنبلة الوقود الحارق
وتسمى أيضا القنبلة "الوقودية"، "الرذاذية"، "أسلحة التفريغ"،"الأبخرة الحارقة"، وتعتمد بعد قذفها على نشر سحابة رذاذية من الوقود الشديد الالتهاب على ارتفاع منخفض فوق المنطقة التي تحتوي على الخنادق والملاجئ الأرضية، ثم يقوم صاعق بإشعال هذه السحابة، فتنفجر محدثة ارتجاجات صوتية هائلة وخلخلة هوائية شديدة، تخلف فراغا هوائيا يقتل كل ما هو موجود على سطح منطقة الانفجار، وأكثر ما تكون فعالة في المناطق المحصنة مثل الملاجئ والكهوف والخنادق؛ حيث تتغلغل سحابة الرذاذ في الأماكن الصعبة قبل انفجارها.
تعمل قذائف الأبخرة الحارقة "fuel air bomb" أو على الاستفادة من التأثيرات التي يحدثها انفجار الوقود المتبخر في الهواء، ويحدث الانفجار بإشعال خليط من الوقود والهواء؛ وهو ما يُحدث كرة نارية وموجة انفجار سريعة الاتساع يفوق انفجارها المتفجرات التقليدية بمرات كثيرة، وتشبه آثار الانفجار تلك التي تحدثها القنابل النووية الصغيرة ولكن دون إشعاع، وقد استخدم الأمريكيون أبخرة الوقود الحارقة في فيتنام، وألقوا أكثر من 200 قنبلة في حرب الخليج، كما استخدمها الروس في أفغانستان والشيشان.
وتستخدم قنابل الوقود والهواء لتنظيف مواقع هبوط الطائرات وتطهير الحقول من الألغام، ويزيد المكان المحصور من قوة انفجارها؛ لذا فهي مثالية للمخابئ، ويحتوي كل برميل من براميل القنبلة على 75 رطلا من مادة "أكسيد الإثيلين" السامة قبل اشتعالها، وشديدة الاحتراق بعد اشتعالها.
ويتم إشعال القنبلة عن طريق مصهر تم ضبطه لإشعال الشحنة في البراميل على ارتفاع 9 أمتار عن الأرض، وهذا يؤدي إلى كسر البراميل وفتحها، وانطلاق الوقود الذي ينتشر في الهواء ليشكل سحابة قطرها 18 مترا، وعمقها 2.4 متر.
ويمكن أن تصل سحابة البخار إلى أماكن يصعب الهجوم عليها بالقنابل الأكثر تقليدية، وإذا قلت نسبة الوقود إلى الهواء في الخليط أكثر من اللازم؛ فإن الوقود لا يشتعل، بيد أن السحابة سامة في حد ذاتها، وعلاوة على كون "أكسيد الأثيلين" قابلا للاشتعال فإنه شديد التفاعل حتى مع الأنسجة الحية؛ فالتعرض "لأكسيد الإثيلين" قد يسبب التلف في الرئتين والصداع والغثيان والقيء والإسهال وضيق النفس، وحتى السرطان، والعيوب الخلقية.
وتقوم الشحنة الأساسية بتفجير الخليط المنتشر؛ وهو ما يسبب انفجارا ينتشر بسرعة تفوق سرعة الصوت تصل لحوالي 3 كيلومترات في الثانية؛ حيث يحترق خليط الوقود والهواء عند حرارة 2700 درجة مئوية تزيد في ثوان لتصل إلى 4000 درجة مئوية، وقد يكون انفجار القنابل التقليدية أقوى، ولكن مدة انفجار قنابل البخار الحارق أطول وأكثر ضررا بالمباني، ويصبح الانفجار أكثر تدميرا في المناطق المحصورة.
وتعادل كمية الضغط المتولدة عند انفجار القنبلة ضعف الضغط المتولد من القنابل التقليدية؛ فعادة يكون الضغط الجوي أكثر بقليل من كيلوجرام واحد على السنتيمتر المربع، في حين يصل الضغط الجوي عند انفجار قنبلة البخار الحارق إلى 30 كيلوجراما/ سنتيمتر مربع.
ويخلف انفجار خليط الوقود والهواء بسرعة تفوق سرعة الصوت وراءه - فراغا، وعندئذ يتم شفط الهواء والأنقاض في الفراغ؛ وهو ما يكون سحابة تشبه الفطر (عش الغراب أو المشروم).
ويتعرض من لا يحترق بالقنبلة الرذاذية للإصابة بسبب الانفجار الكبير أو الفراغ الناتج عنه بإصابات بالغة تشمل عادة:
- ارتجاج الدماغ أو العمى.
- تمزق طبلتيْ الأذن.
- انسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين.
- الإصابة من الأجسام الصلبة المتطايرة.
- نزيف داخلي متعدد، وإزاحة الأعضاء الداخلية أو تمزقها.